أميرات الدروز
الست حبوس الأرسلانيّة
" ... وسنة 1811، أرسل الأمير "بشير" أحد مشايخ الدروز "وفارس منصور الشدياق"، بجماعة إلى "الجبل الأعلى" (القريب من "إدلب" و "حلب" وفيه قرية درزيّة تعرف باسم "معرّة الاخوان"، وهي غير "معرّة النعمان" حيث مزار "أبو العلاء المعرّي") ليأتيا بدروز ذلك الجبل إلى جبل لبنان، فتوجّها وأحضرا معهما أربعمئة عائلة من أولئك الدروز (بسبب ما كانوا يقاسون من مظالم في عهد ذلك الزمن التركيّ)، فتوطّنوا بين الدروز المختلطين بالنصارى وفي سنة 1813، أرسل الأمير "بشير" رجالًا لقصاص بني الشدياق الذين اتّهموا بالتعصّب لأقاربهم، الذين ضربوا نفرين من خدمه، ففرّ "فارس" بولده "أنطون" إلى الشويفات، ملتجئًا إلى الست "حبوس الأرسلانيّة" (الشويفات وعين عنوب أهم مساكن العائلة الأرسلانيّة العربيّة العريقة النسب والتي جيء بها قديمًا لمقاتلة الروم والفرنجة) وفرّ "يوسف" وولده "طنوس" (الشدياق طبعًا) إلى "قنّوبين"، ملتجئين إلى البطرك "حنّا الحلو"، وفرّ باقي أولاد "فارس" و "يوسف" إلى بعض الأمراء الشهابيّين (مناطقهم وادي التيم، حاصبيا وراشيا)؛ ولمّا بلغ الأمير فرارهم أمر بأن تُحرق منازل أقاربهم الذين ضربوا النفرين وحرقوها، فتوسّطت الست حبوس والبطريرك حنّا في أمرهم ، فطيّب الأمير قلبهم فرجعوا إلى أوطانهم، ورجع "فارس" وأخوه "يوسف" إلى خدمة الأمير كما كانا، وتسلّم "فارس" قرية "شمستار" في بلاد "بعلبك" و "بسكنتا" وتسلّم "يوسف" "الشوير" ثمّ "زحلة" لجمع الأموال... (وهذه الأخيرة كانت أكثر ما يهمّ الأمير!)".
أحمد فارس الشدياق
"الساق على الساق" ص. 55
ما ورد بين قوسين يعود للكاتب يوسف س. نويهض